إله.. ملائكة.. أنبياء.. عباد.. شياطين .. ذنوب.. توبة.. كفار.. مؤمنون.. وأخيرا جنة او نار!
من هنـا بدأت:
(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة)
هكذا كانت حكمة الإله وإرادته أن يستخلف بني آدم في الأرض ليعبدوه ويعمروا أرضه وحاشانا يا الله أن نعترض على حكمتك وإرادتك.. هذا هو اللــه ونشهده أنه لا إله إلا هــو..
- نأتي للملائكة....
كما أرادها الله (خلق مطهرون) .. ليلا نهارا ساجدين مسبحين.. لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون! هل أحدنا يحتج على كونهم ملائكة بالطبع لا .. لأنها ببساطة مشيئة من اعلم منا وأخبر!
عندما قال لهم الله إني جاعل في الأرض خليفة ماذا قالوا وكيف تقبلوا الأمر؟
(قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)
الملائكة التي لا تعصي ربها لا تريد في هذه الدنيا إنسانا يذنب بحق ربه! لأنهـا ملائكة ليس لإنها بشر متوقع منها أن تذنب؟ فلو كانت بشرا هل يا ترى ستحتج على ذلك! بالطبع لا!
لكـن الله قال قولا فصلا لا ملائكة ولا بشر بيدهم أن يتذمروا ويسألوا لماذا إلا من كان جاحدا بعزة الله وعلمه للغيب (قال إني أعلم ما لا تعلمون)
- والآن بدأت حكاية الإنسان (البني آدم يعني) ..
بدأت قصة الإنسان عندما خلق الله آدم .. وآدم نبي .. لكـن في أول اختبار له (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)
في أول اختبار لآدم لم يفلح .. بل أخطأ وأذنب وعصى أمر ربه فوسوس له الشيطان (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه)
والله هو التواب الرحيم غفر له وتاب عليه (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم)
تلك آيات واضحة مفصلة تفصيلا بحكمة إلهية وبإعجاز رباني لا ينكره إلا جاحد..
السؤال الآن..
من الذي أمر آدم (العبـد) (البشر) (الإنسان) خلق الطين؟! أليس اللـــه!
من الذي حكـم وقدر وشــاء؟! أليس اللـــه
من الذي أذنب وعصى؟! أليس آدم!
من الذي غفــر وتاب؟! أليس اللــــه
من الذي لا يعصي الله ولا يذنب؟ المــلائكــة صح؟
فهل فقدت يا بني آدم إنسانيتك وأصبحت ملاكاً لا تخطئ ولا تسيء!
أم انك تجاوزت حدك وتعديت حدودك في هذه الدنيا التافهة الحقيرة ونصبت نفسك إلها لتحاسب البشر وتحكم عليهـم وتنسى أنك قد تكون غمرت بالذنوب والأخطاء من رأسك إلى مخمص قدميك؟!
لا تفقد إنسانيتك وحافظ عليها وعامل غيرك على أنه إنسان لا على أنه ملاك لا يخطئ .. ولا تنصب نفسك إلهـا على غيرك من البشر فلست كذلك أنت أولا وأخيرا إنسان من طين لازب!
(لو أن كلا منا تعامل مع الآخر على أنه إنسان لكسبنا سعادة الدارين الآولى والآخرة)!